السعودية تسعى لتعزيز الاستثمار الأمريكي بـ 600 مليار دولار на протяжении 4 سنوات

المؤلف: «عكاظ» (الرياض)10.23.2025
السعودية تسعى لتعزيز الاستثمار الأمريكي بـ 600 مليار دولار на протяжении 4 سنوات

أعلن وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، عن طموح المملكة العربية السعودية في توطيد الروابط مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال ضخّ استثمارات هائلة بقيمة 600 مليار دولار على امتداد السنوات الأربع المقبلة. وأشار الوزير إلى أن هذه الخطوة الجريئة تستند إلى دعائم راسخة من الاستقرار الذي يميز الاقتصاد السعودي، والذي يعتبر بدوره عاملاً أساسياً في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى المملكة.

وفي سياق افتتاحه لفعاليات منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، وبحضور نخبة من كبرى شركات القطاع الخاص من كلا الجانبين، ومع ترقب إبرام اتفاقيات استثمارية ضخمة بين البلدين، شدد الفالح على أن آفاق الاستثمار في المملكة تتسع باطراد في مختلف القطاعات، وذلك بفضل الرؤية الطموحة "رؤية 2030". وأوضح أن هذه الرؤية قد حققت تقدماً ملحوظاً في شتى المجالات، بما في ذلك مجال الذكاء الاصطناعي الذي يشهد اهتماماً متزايداً.

كما أشاد الفالح بالوفد الرفيع المستوى من قادة الأعمال الأمريكيين، وكذلك بنظرائهم من المملكة المشاركين في فعاليات المنتدى، مؤكداً أن هذا الحضور المكثف يعكس مدى حرص البلدين، ولا سيما الشركات السعودية والأمريكية، على المضي قدماً نحو تعزيز التعاون المثمر والبناء، واستمرار مسيرة العلاقات السعودية الأمريكية التي تمتد لأكثر من تسعين عاماً.

وأردف قائلاً إن العلاقات التي تجمع البلدين تتسم بالمتانة والثقة المتبادلة، وتعتمد على روح الشراكة القائمة على الاحترام والرغبة الصادقة في تحقيق المصالح والمنافع المشتركة لاقتصاد البلدين والشركات العاملة في مختلف القطاعات.

وأشار الفالح إلى أن التقرير السنوي لرؤية السعودية 2030 لعام 2024 قد أظهر بوضوح أن الرؤية وبرامجها المتنوعة قد قطعت أشواطاً كبيرة نحو تحقيق الأهداف المنشودة، والتي تتضمن تنويع مصادر الاقتصاد السعودي واستدامتها، وفتح آفاق واسعة للاستثمار في قطاعات واعدة مثل الطاقة التقليدية والمتجددة، والتقنيات المتطورة، والصناعات الحديثة، والذكاء الاصطناعي، والسياحة، والرعاية الصحية، والتقنيات الحيوية، والخدمات اللوجستية، وسلاسل الإمداد، وغيرها من القطاعات الحيوية الأخرى.

وأضاف وزير الاستثمار السعودي أن التحولات المتسارعة والتقلبات الاقتصادية والتطورات التقنية التي يشهدها العالم ستساهم في إعادة تشكيل ملامح الاقتصاد العالمي، وستتيح فرصاً استثنائية لتعزيز وتوسيع نطاق الشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.

وشدد على أهمية تأسيس شراكات قوية ومستدامة لتحقيق المصالح المشتركة، مع الاعتماد على نقاط القوة التي يتمتع بها الاقتصاد السعودي والأمريكي، وكذلك نقاط القوة التي تتميز بها الشركات السعودية والأمريكية المشاركة في هذا المنتدى.

واستطرد وزير الاستثمار السعودي قائلاً: "نجتمع في هذا الصباح الميمون، خلال هذه الزيارة الخارجية الأولى لرئيس الإدارة الأمريكية السابع والأربعين، والتي تمثل عودته إلى المملكة مرة أخرى، ونرحب ترحيباً حاراً بالرئيس دونالد ترمب".

وأكد أن العلاقات الثنائية بين البلدين تعتبر من أهم الروابط الجيوسياسية، وذلك بفضل التعاون الاقتصادي والشراكات التجارية التي تشكل جوهر هذه العلاقات، والتي تمثل بدورها قوة دافعة نحو تحقيق السلام والازدهار على مستوى العالم.

وأضاف: "نحن هنا اليوم كجزء من جهودنا المتضافرة لتحقيق الطموحات الراسخة لولي العهد السعودي، والتي تهدف إلى تعميق علاقاتنا الاستثمارية مع الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع القادمة، من خلال استثمار مبلغ 600 مليار دولار أمريكي".

وأوضح أن "علاقاتنا الدبلوماسية تعود إلى 92 عاماً، ومنذ البداية كانت مدفوعة بطلب وسعي غير مسبوق على الطاقة، ممزوجاً بالطموح السعودي والخبرات الأمريكية، مما أدى إلى تأسيس ونمو وترسيخ واحدة من أكبر شركات الطاقة في العالم، والتي تحظى بتقدير واحترام كبيرين، وهي شركة أرامكو السعودية".

وأشار إلى وجود فرص واعدة وعوائد مجزية للشركات في كلا البلدين، في قطاعات متنوعة تشمل الطاقة، والتعدين، والصناعات التحويلية، والإنشاءات، والتطوير العقاري، والطاقة المتجددة، وغيرها من القطاعات الحيوية الأخرى.

كما سلط الضوء على فرص الاستثمار المتاحة في مجالات التقنيات الحيوية، والسياحة، والضيافة، والصناعات المصرفية والتمويلية، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي، وتخزين البيانات، والحوسبة السحابية.

وأكد الفالح أن المملكة العربية السعودية تتميز بأحد أدنى المعدلات من حيث التذبذب أو التقلب الاقتصادي، وكذلك بمعدلات تضخم تعتبر من بين الأدنى مقارنة بالاقتصادات المتقدمة، فضلاً عن الاحتياطيات النقدية الهائلة التي أسفرت عن ترقية تصنيف المملكة الائتماني، على الرغم من التقلبات التي يشهدها العالم.

وأوضح أن سوق الأسهم السعودية تعتبر من بين أكبر 10 أسواق في العالم، ومن أسرعها نمواً، بالإضافة إلى امتلاك المملكة مشهداً متطوراً لرؤوس الأموال الجريئة.

واختتم بالإشارة إلى انطلاق فعاليات منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بمدينة الرياض، وذلك بالتزامن مع الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى المملكة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة